SME Life

تحديات التحول الرقمي التي تواجهها الشركات الصغيرة

Digitization

لقد أصبح العصر الحالي يتمحور بشكل أساسي تقريباً حول التطور التقني وما يمكن أن يفتحه من آفاق جديدة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة للنجاح. ويتميز المشهد الرقمي حالياً بالتطور المتسارع الذي لا يتوقف، مما جعل من الضروري على أي شركة أن تعي أهمية الرقمنة والدور الكبير الذي قد تلعبه في تطوير أداء الشركة ومساعدتها في تحقيق أهدافها بعيداً عن الأساليب التقليدية التي ربما كانت تحقق بعض النجاح في السابق لكنها الآن لا تساعد بأي شكل. الخلاصة، التحول الرقمي -في عالم اليوم- لم يعد خياراً أو ترفاً لأي شركة ترغب في الاستمرار بالتنافس وتحقيق النمو والتواجد في مقدمة الشركات الناجحة وإنما أصبح خيارا ً مصيرياً بأن تكون أولا تكون.

للأسف عندما يتعلق الأمر بالرقمنة، تهملها بعض الشركات انطلاقاً من عدم الوعي بأهميتها، وتشكك شركات أخرى في ملائمة الرقمنة لنموذج عملها، بينما بعض الشركات الأخرى -مع إيمانها بأهمية الرقمنة- ليست مستعدة لتغيير كبير من هذا النوع. إن هذه العوائق والتحديات هي ما تحرم الكثير من الشركات من تحقيق قفزات عملاقة في نموها وحجم أعمالها بعدم تبنيها خطط التحول الرقمي. في ما يلي سأستعرض التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات وما يمنعها من التكيف مع العصر الرقمي والاستفادة من مميزاته.

ثقافة الشركة:

أولى معوقات التحول الرقمي هي ثقافة الشركة، فجميع الشركات، صغيرة كانت أو كبيرة، لها مجموعة من العمليات المحددة مسبقاً بدأت غالباً مع بداية أعمال الشركة، وأصبح موظفي الشركة ملتزمون بأداء هذه العمليات بنفس الطريقة التي اعتادوا عليها، في الواقع أصبحت هذه العمليات أشبه بالأعراف والتقاليد داخل المؤسسة. يحد هذا الأمر كثيراً من فرصة الشركة في إجراء التحول الرقمي ﻷنه يحتاج إلى القيام بالكثير من التغييرات في أسلوب أداء الشركة. في الواقع منشأ الصعوبة ينبع من الموظفين الذين اعتادوا على طريقة أداء عملهم، وأصبحوا يقاومون كل أنواع التغيير. لذا يتم إعطاء أهمية كبيرة لثقافة الشركة في عمليات التحول الرقمي لضمان سلاسة إجرائها وعدم تأثيرها بالسلب على الموظفين والمدراء وحتى عملاء الشركة الذين يتوقعون الحصول على نفس مستوى جودة الخدمة -أو أعلى- بغض النظر عن أسلوب إدارة الشركة.

النفقات:

المعوق الثاني من معوقات التحول الرقمي هو التكلفة، ويظهر هذا المعوق بشكل خاص في حالة الشركات الصغيرة التي قد لا تستطيع تحمل تكلفة النفقات الإضافية التي تفرضها رقمنة عمليات الشركة، وبالتالي تحجم عن القيام بهذا التحول أو تؤجله في أفضل الأحوال. في حين أنه إذا ماعيت هذه الشركات العوائد/التوفير المحتمل كنتيجة للرقمنة لسعت إلى توفير مبالغ الإستثمار المطلوبة للرقمنة.

عدم وضوح الرؤية:

في بعض الحالات تبدأ بعض الشركات في خطط رقمنة دون أن تكون لديها استراتيجية واضحة لتنفيذ الخطة، مما يجعل الفشل في التحول الرقمي هو الأقرب للحدوث. في الواقع يمكن أن يؤدي عدم وضوح الرؤية إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء في طريق التحول وبالتالي عدم حصول الشركة على النتائج الإيجابية التي كانت تأمل بها. ولمنع هذا من الحدوث يجب أن يكون للشركة خطة واضحة ومفصلة وشاملة لإجراء التحول دون التسبب في متاعب للشركة، والأهم من ذلك أن يكون هناك تصور واضح بشأن ما سيحققه التحول الرقمي وكيفية استفادة الشركة وعملائها منه.

التهديدات السيبرانية:

مع تزايد مخاطر الهجمات الإلكترونية في السنوات الأخيرة، أصبحت معظم الشركات تتخذ تدبيرات حماية فوق العادة. لهذا تتردد بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة في إجراء التحول الرقمي بسبب هذه المخاطر، وعند قيامها بالرقمنة قد لا تقوم باتخاذ تدبيرات الحماية الكافية لأنها تتطلب تغييرات كبيرة ومكلفة في أنظمتها.

العقليات غير المرنة:

لدى بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة مبدأ “عدم إصلاح الشيء طالما أنه يعمل بكفاءة”، ويترجم هذا إلى تمسك بالأساليب التقليدية في إدارة وتسيير عمليات الشركة، والتخوف من التحول لشيء جديد أو غير مألوف. هذه العقليات غير المرنة تعيق التحول الرقمي. هناك شركات كثيرة لا تتفهم الحاجة إلى مواكبة التقنيات الحديثة والتخلي عن الأساليب التشغيلية التقليدية التي لا تصلح لدفع الشركات نحو المزيد من النمو في العصر الحالي. في الواقع الرقمنة صالحة للتطبيق في كل مجال ولكل أنواع الشركات، وتحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى فهم أهمية التكيف مع الرقمنة.

نقص الموارد والأدوات:

من أكبر معوقات التحول الرقمي نحو التكنولوجيا الجديدة تماماً هو عدم توفر أو صعوبة الوصول إلى الموارد والأدوات الرئيسية الضرورية لإجراء التحول الرقمي. ويكثر هذا الأمر في بعض الدول أو المناطق التي لاتتوفر فيها البنية التحتية أو الموارد المطلوبة لتنفيذ التحول الرقمي.

ماهي أكثر الدول المتطورة تقنياً

عدم وجود الفهم التقني للتحول الرقمي:

تنفر الكثير من الشركات من الرقمنة لأنها تفتقر إلى الفهم التقني للأنظمة الجديدة. حيث يجب أن تضم الشركة كوادر منفتحة على التغيير ولديهم المعرفة التقنية -الأساسية- السليمة. حيث يجب أن يكون الموظفون على دراية بالتعامل مع المنتجات الرقمية وطريقة تطويعها للقيام بالمهام المطلوبة منهم، وأيضاً يجب أن تكون هذه المنتجات متماشية مع قيم ومبادئ الشركة. قد تواجه الشركات صعوبات في إيجاد هذه النوعية من الموظفين وتعيينهم، لذا يمثل ذلك أحد التحديات الرئيسية نحو التحول الرقمي.

رفض التحول الرقمي من قبل الفنيين:

في كثير من الأحيان قد تكون التقنيات الجديدة والتحول الرقمي توفر العديد من مميزات سهولة الإستخدام ولاتحتاج إلى جهد برمجي أو عدة وخوادم وأجهزة متنوعة، مما يشكل تهديداً للحاجة إلى وجود طاقم فني كبير. وقد يدفع هذا الأمر بالفنيين إلى رفض الرقمنة والمدافعة عن وظيفته من خلال الإبقاء على الوضع الحالي الذي يتضمن العديد من التعقيدات التي تتطلب وجوده.

الاعتياد على الروتين:

من الطبيعي جداً أن يتأقلم أي موظف مع الطريقة التي اعتاد عليها لأداء عمله ومهامه اليومية، والتي اكتسبها وصقلها عبر سنوات طويلة من الخبرة. لذا فإن إدخال أي تغييرات كبيرة على هذا الروتين سيسبب الكثير من الارتباك لفريق العمل وربما يخلق بيئة عمل غير مريحة. لكن في النهاية التحول الرقمي هو حقيقة واقعة سواءً شئنا هذا أم أبينا لكل أنواع الأعمال مهما كان حجمها. والتحدي في هذه النقطة سيكون أن الشركات عليها أن تطمئن موظفيها وتقنعهم بأهمية وفوائد هذا التحول. لكن مع وجود كوادر جامدة غير متحمسة أو متقبلة للتغيير  قد يكون من الصعب على الشركات تبني الرقمنة في أنظمتها.

Exit mobile version