يمتلك كل صاحب عمل حلماً ببناء أعمال ناجحة ومزدهرة تتجاوز الأسواق المحلية لتصبح علامة تجارية على المستوى العالمي. قد تبدو هذه التطلعات والأحلام بعيدة المنال في البداية، ولكن في ظل العولمة التي تحكم العالم هذه الأيام أصبحت الفرص متاحة بكثرة أمام من يريد خوض هذا الحلم، وقد بدأت الحكومات في توفير منصات دولية لتشجيع كلاً من المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم منذ أن أظهرت تلك المشاريع إمكانات هائلة ومساهمة كبيرة في الاقتصاد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الطريق نحو العالمية ليس بالطريق الهين، حيث أنه يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً منهجياً للنجاح في الأسواق الدولية، وإليكم خريطة طريق بسيطة لمساعدة الذين يتساءلون بشأن المكان الذي ينبغي لهم أن يبدؤوا فيه.
البحث:
لضمان توسيع نطاق أعمالك في الأسوق العالمية، يجب أن تبدأ بدراسة السوق، فعند التفكير في تصدير منتجك، تحتاج إلى صياغة استراتيجية تستند على دراسة شاملة للسوق الذي تنوي الانطلاق منه. ومع ذلك، قبل البدء بدراسة السوق، تحتاج إلى تحديد المنطقة التي ستمكنك من جني أكبر قدر ممكن من الفوائد. وللتركيز على منطقة معينة، قم بإجراء تقييم لحجم السوق القائم على المنطقة والصناعة وتقدير الموارد لفهم الجانب المتعلق بالتكلفة والمنفعة.
إن التخطيط لتخصيص موارد التسويق المستهدفة أمر بالغ الأهمية نظراً لارتفاع تكاليف توسيع أي تجارة في الخارج، حيث أن إجراء بحوث واسعة النطاق شرطاً أساسياً لذلك. كما تحتاج إلى تحديد المنافسة التي ستواجهها شركتك في هذه الأسواق، والتحديات المعينة المتعلقة بالسوق، وقد تضطر إلى إجراء تغييرات في نموذج عملك أو منتجاتك؛ لتحقيق النجاح في كل سوق محتمل؟
هذه هي بعض المخاوف المهمة التي يجب عليك الخوض فيها؛ للتأكد من جدوى توسيع نطاق أعمالك فهناك العديد من التفاصيل والمعلومات التي يجب أن تدرسها وتأخذها بعين الاعتبار، فعلى سبيل المثال: حضور المعارض والمؤتمرات المختصة في مجال اهتمامك ستساعدك للحصول على تفاصيل ومعلومات أكثر حول هذه المشاكل وأيضاً تعتبر فرصة للتفاعل مع عملاء محتملين. بالإضافة إلى البحث، يمكنك أيضًا الانضمام إلى البرامج التي يقودها مرشدين وورش عمل محددة تساعدك في توجيه عملية توسيع نطاق أعمالك.
الخطة:
الخطوة التالية هي صياغة خطة العمل التي من شأنها مساعدتك على تحديد نمو العمل، والحفاظ على تركيزك، وتنظيمك في مهمة التوسع الشاقة.
أولاً: عليك البدء بتحديد أهداف النمو بوضوح، بما في ذلك تفاصيل كل سوق تخطط لدخوله ومقاييسك المخططة وأهداف النمو. كما أنه يجب أن يكون لديك تقدير للأموال المطلوبة لتنفيذ استراتيجياتك، بالإضافة إلى: التدفق النقدي المتوقع. كما تحتاج إلى تخطيط بنية أعمال ستتبعها؛ لتوسيع نطاق بصمتك العالمية واستراتيجية تسويق قوية تساعدك على جذب قواعد جديدة للعملاء.
وفي ظل هذا العصر الذي تسيطر عليه التكنولوجيا الرقمية، أصبح من المهم بشكل متزايد أن تعتمد المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم أحدث صيحات التكنولوجيا، وأن تحول عروضها إلى صيغة رقمية. فتضمين استراتيجية تسويق رقمي معدة بعناية بخطتك ستمكنك من الحصول على قدر أكبر من التقدير والوصول إلى الجمهور، وتمكنك من أن تجعل حضورك يشعر به في وقت أقصر بكثير. وثمة مجال أساسي آخر وجب التركيز عليه، ألا وهو التشغيل الفعال، وضمان الجودة من خلال اعتماد أحدث الابتكارات في مجالات، مثل: إدارة الطلبات، إدارة التخزين، معالجة الطلبات، وتعقبها وغيرها.
يمكنك أن تصبح أكثر فعالية وأن تكسب ميزة على منافسيك، وعلى نفس القدر من الأهمية، فإن بيع منتجات فائقة الجودة بأسعار معقولة، وخاصة في الأسواق العالمية حيث توقعات المستهلك مرتفعة، والجودة هي التي ستساعدك على إنشاء علامتك التجارية. لذلك، يجب على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تخطط في الوقت نفسه مع وضع إقتصاديات الكم (القوة الشرائية للشركات الكبرى المنافسة) في الاعتبار.
التعاون
بمجرد الانتهاء من خطة العمل الخاصة بك، تحتاج إلى العثور على شركاء لوجستيين موضع ثقة. ولبيع منتجك في الأسواق العالمية، ستحتاج إلى دعم الموردين، أو بائعي التجزئة الذين يمكنهم إنشاء سلسلة إمداد الموارد، والعناية بأي عملية أو رسوم قانونية قد تنطبق على شركتك. كما أنه يعتبر من الضروري إضافة خبراء أعمال عالميين إلى فريقك، إما عن طريق تحسين مهارات الموظفين الحالين، أو القيام بتوظيف أشخاص جدد.
يمكن لخبراء الأعمال العالميين في الشركة والذين يتمتعون ببراعة في تخطيط الأعمال العالمية أن يكونوا أصولاً لشركتك. فوجودهم يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في مجال الأعمال وتجنب الأخطاء المكلفة المتعلقة بدخول السوق، كما أنه سيعزز مصداقية شركتك، وكفاءتها أمام شركاء الأعمال أو الممولين المحتملين.
وفي حين أن لكل شركة متطلبات وقدرات مختلفة، فإن هذه الخطوات الأساسية تظل متماثلة إلى حد ما بالنسبة لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تتطلع إلى إطلاق نفسها في السوق العالمية. في النهاية، ما عليك سوى التركيز على نقاط قوتك الفريدة، وسد الثغرات في تخطيطاتك، وتنفيذها لتحقيق توسع السوق الناجح.